احمدالحسينى المدير العام
عدد الرسائل : 2072 العمر : 60 البلد : مصر تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: فضل سورة الشورى الخميس نوفمبر 22, 2007 3:14 am | |
| 42- سورة الشورى سورة "الشورى" إحدى سُور القرآن الكريم، تقع بين سورتي " فُصِّلَت " و " الزُّخْرُف "، وهي أول سور الجزء ( 25 ) من المصحف الشريف.... وهي سورة مكية عند أكثر العلماء – بل ادعى بعض العلماء الإجماع على ذلك ، واستثنى بعضُهم بضع آيات منها اختلفوا فيما بينهم في تحديدها..... سُمِّيَت بسورة " الشورى " لقوله تعالى في أواخرها : { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }، كما أطلق عليها بعض القدماء سورة " حم عسق " لافتتاح السورة بهذه الحروف المقطعة.... ومقصود السورة بيان حُجَّة التوحيد وتقرير نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وتأكيد شريعة الإسلام، والتهديد بظهور آثار القيامة.... وهي كسائر السور المكية تعالج قضية العقيدة ، وتركز بصفة خاصة على حقيقة الوحي والرسالة، حتى ليصحّ أن يقال إنها هي المحور الرئيسي الذي ترتبط به السورة كلها، وتأتي سائر الموضوعات فيها تبعا لتلك الحقيقة الرئيسية في السورة.... تبدأ سورة " الشورى " بالأحرف المقطعة { حم. عسق }، إنه أحد أسرار القرآن الكريم الذي حارت العقول في إدراك كنهه.... ثم تقرر السورة الكريمة في صدرها أن مصدر الوحي والرسالة هو الله الذي خضعت لسلطانه السماوات والأرض ومن فيهنّ . {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(3) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(4)تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(5) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(6) } ... ثم تقرر حقيقة هامة فإن هذا الوحي الذي نزله الله تعالى إنما أراد به إقامة الحجة على العباد وإنذارهم قبل يوم الحساب، وان هؤلاء الكافرين لا يخرجون من تحت سلطانه وقدرته فلو شاء الله لجعل الناس كلهم مؤمنين .... {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ(7)وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(9)} .... ثم تعود السورة للحديث عن حقيقة الوحي والرسالة ، فتقرر أن الدين واحد أرسل الله تعالى به جميع المرسلين ، وأن شرائع الأنبياء وإن اختلفت إلا أن دينهم واحد وهو الإسلام الذي بعث به نوحا وموسى وعيسى وسائر الرسل الكرام... {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(10)فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنْ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ(11)لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(12) …}.... ثم تتوسع سورة " الشورى " في الحديث عن حقيقة الوحدانية ، فتعرضها من جوانب متعددة، متحدثة عن موقف المشركين من الرسالة موجهة النصح للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والصبر على جحود الجاحدين ..... وفي القسم الثاني من السورة - يؤلف بقية السورة - يمضي الحديث عن دلائل الإيمان في النفوس والآفاق وعن آثار القدرة الإلهية فيما يحيط بالناس وما يتعلق بحياتهم ومعيشتهم .... {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(25)وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ(26)وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ(27)وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ(28) … }.... وبعد أن تتحدث السورة عن دلائل الإيمان في هذا العالم المنظور ، الذي هو أثر من آثار صنع الله الباهر وحكمته وقدرته ، تدعو الناس إلى الاستجابة لدعوة الله والانقياد والاستسلام لحكمه قبل أن بفاجئهم ذلك اليوم العصيب إنقاذا لأنفسهم ..... {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ(47)فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ(48) … }... ومن ثم تعود إلى الحقيقة الأولى في السورة - حقيقة الوحي والرسالة - في بعض جوانبها حتى ختام السورة : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ } . المعلومات الأساسية عن سورة الشورى ترتيب المصحف: 42 عدد الآيات: 53 ترتيب النزول: 62 نزلت بعد سورة: فصلت مكية أم مدنية: مكية ماعدا الآيات 23, 24, 25, 27 مدنية . | |
|