ها نحن أيها الأحبة مع ذكرى حدث مهم ولحظة فاصلة من تاريخ أمتنا المجيدة
إنها ذكرى الإسراء والمعراج ...هي واحدة من معجزات النبوّة ومن الخصائص التي خص الله به أشرف خلقه معجزة ما خص الله بها سواه وحظوة لم ينلها حتى الملائكة المقربون وإن كان الإختلاف قائما بين العلماء في تحديد تاريخها وفي تفسير الإسراء والمعراج أكان بالروح و الجسد أم بالروح فقط فقد ذهب جمهور العلماء الى كونه بالروح والجسد معا لأن المعجزة تحدث حينذاك وإلا كانت مجرد حلم مُتَيَسَرْ
الإسراء والمعراج حادثة جاءت في أحلك الظروف التي مرّ بها النبي صلوات ربي وسلامه عليه جاءت لتشدّ أزره وتقوّي عزيمته
وفي هذه الحادثة ما يسيل له حبر الأقلام ولا يتوقف وما ندرجه من أقوال العلماء ولا نرتوي منه وما نقرأ من الصور والعبر والعظات ونسأل الله أن نستفيد منه
وبحول الله سنهتم في صلب الموضوع ونُدرج بعض القصائد لنفتح المجال بعده كالعادة للتوسع في الحادثة والخوض في بعض ما جاء فيها من أقوال وآيات وأحاديث
ومن الأقوال فيها
من القدير بإعجاز أراد به
لشرعة الله بين الناس برهانا
في ليلة خاضها المعصوم ممتطيًا
ظهر البراق وصوب القدس إعلانا
وأم عيسى وكل الأنبياء به
فأعلن الكفر تكذيبًا لما كانا
وكتلوا كل أسلوب ينال به
من الرسول ومن دعواه بهتانا
كل المكائد والأحقاد ترصده
لكنه عند رب العرش ما هانا
سرى بدعوته فاهتز باطلهم
وحطم الحق أصنامًا وأوثانا
ورفرفت راية الإسلام عالية
وهل سوى الله للأطهار رحمانا
لا ظلم لا بطش لا استبداد يؤلمهم
العدل في ساحها فضلاً وإحسانا
وتلك ذكرى وكم في الذكريات لنا
أمجاد دين نسيناها وتنسانا
بالأمس دانت لنا الدنيا مبكرة
تيجان كسرى هوت والروم تخشانا
بالأمس خيبر قد ذلت لها قدمٌ
وللقدس قد دحرت للغزو صلبانا
كانت جيوش صلاح الدين تقبرهم
لا بل محت رجسهم سُحقًا iiوبطلانا
ويقول آخر
يا قدس حياكِ ربُّ العرش والفلق
والحمدُ لله عند الصبح والغسقِ
قلها وصلِّ ولا تبخل بقولتها
على النبيِّ عظيمِ الخَلق والخُلق
ويومَ أضحى وحيداً لا نصيرَ له
إلاكَ ربي.. وقد عانى من الرهقِ
نثثتَ سرّك في قلبٍ له فزعٍ
ومن سواكَ سيحميه من الغرق؟
سيَّرتَ والناسُ غرقى في سباتهمُ
براقَ يُمنٍ وقلتَ احمله وانطلقِ
ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها
إلا وأحمدُ والأحباب في نسَقِ
فأمَّ في الرُّسْلِ إذ يقتدون به
بخاتم الرسْلِ نفح المِسكِ والعَبقِ
والقدسُ صاحتْ، ألا أهلا بزائرنا
أما تعبتَ حبيبَ الله في الطرقِ؟
إني لأعجبُ يا رباهُ كيف أتى
من أرضِ مكةَ نبع النور والألقِ
لا تعجبنَّ فأولى القبلتين لها
جلُّ المقام كشمس الكونِ في الأفقِ
وبعدها عرج المختار في صعدٍ
يمرُّ من طبق دنيا إلى طبقِ
وظل يرقى إلى العلياء يسبرها
في رحلةٍ ذكرها للكفر لم يرقُ
وعاد من فوره جزلان منشرحاً
وزال هاجسُ كلِّ اليأس والقلقِ
على شاطئ الإسراء والمعراج
شعر : احمد منصور الباسل
لا تنطقي بالشـعر والأنـــغام - - - صعب على الأشعار فهم غرامي
صـعب على فن الكـتابة رؤيـة ٌ - - - لمشـاعر ٍهامـت بها أحلامـى