ورده في القرآن ألفاظ مكررة دون فاصل (هيهات هيهات)، فما هي الحكمة من هذا التكرار، وهل هناك ألفاظ أخرى غير هذه؟ وشكراً على الإفادة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتكرار الوارد في كلمة هيهات هو للتأكيد، قال الشوكاني في فتح القدير: هيهات هيهات لما توعدون. أي بعد ما توعدون، أو بعيد ما توعدون، والتكرير للتأكيد... والمعنى: بعُد إخراجكم للوعد الذي توعدون، هذا على أن هيهات اسم فعل (كما عند أكثر أهل العلم)، وقال الزجاج: هو في تقدير المصدر: أي البعد لما توعدون...
وقد وردت ألفاظ مكررة في القرآن لإفادة التأكيد، مثل قول الله تعالى: ويل يومئذ للمكذبين. في سورة المرسلات حيث كررت عدة مرات، وقوله تعالى: كلا سيعلمون* ثم كلا سيعلمون. في سورة النبأ، وقوله تعالى: فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا.
قال الإمام البغوي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ: كرر هذه الآية في هذه السورة تقريراً للنعمة وتأكيداً في التذكير بها، على عادة العرب في الإبلاغ والإشباع، يعدد على الخلق آلاءه، ويفصل بين كل نعمتين بما ينبههم عليها، كقول الرجل لمن أحسن إليه وتابع عليه بالأيادي وهو ينكرها، ويكفرها: ألم تكن فقيراً فأغنيتك أفتنكر هذا؟ ألم تكن عرياناً فكسوتك أفتنكر هذا؟ ومثل هذا التكرير شائع في كلام العرب.