عدد الرسائل : 2072 العمر : 60 البلد : مصر تاريخ التسجيل : 19/08/2007
موضوع: عنوان الفتوى : سرعة القراءة.. حقيقة أم وهم الأحد ديسمبر 16, 2007 8:02 pm
رقـم الفتوى :
97501
عنوان الفتوى :
سرعة القراءة.. حقيقة أم وهم
تاريخ الفتوى :
18 جمادي الثانية 1428 / 04-07-2007
السؤال
أنا من المغرب.. سؤالي هذا ليس كأغلب الأسئلة التي تطرح.. لكنه حيرني كثيراً وأتمنى أن أجد عندكم جوابا حاسما.. الآن نشرت العديد من الكتب، والمحاضرات، التي تتكلم عن ما يسمى بالقراءة السريعة.. وتقول هذه المراجع أن الإنسان كلما قرأ بسرعة فهم أكثر.. وهذا إذا تدرب جيدا على هذا النوع من القراءة.. حتى أنهم يتحدثون عما يسمونة "القراءة التصويرية" أي بمجرد النظر إلى الصفحة (أو الصفحتين) نظرة خاطفة يمكن للشخص قراءتها وفهم معانيها بشكل ممتاز.. ويكاد الأمر لا يصدق عندي لو لا ما أرى وأسمع من أناس يمارسون هذه القراءة ويقرؤون آلاف الكتب -حسب زعمهم- ولا زلت حائراً من أمر لا سيما أن أكثر هؤلاء أناس ثقات عندي ولا أحسبهم من الكاذبين.. وقد قرأت كتابا اسمه "تسريع القراءة وتنمية الإستيعاب" يقول صاحبه أن الإنسان إذا استثمر الطاقة العقلية الخارقة التي وهبه الله إياها لقرأ بسرعة مذهلة لا تقل عن 50000 كلمة في الدقيقة.. ولا أخفي أنني استفدت من هذا الكتاب.. فحقيقة أصبحت أقرأ أسرع وأفهم أكثر.. لكن ليس كما يقول الكتاب.. فلا زلت أمضي ساعات لإنهاء الكتاب الواحد بالخصوص لو كان مجلدا.. وهم يقولون أن بالإمكان قراءة كتاب (100 صفحة) في 3 دقائق مع فهمه فهما واسعا.. ومن الضروري حتى يصل إلى هذا المستوى أن يشارك في دورة من دورات القراءة التصويرية.. وهي دورات باهظة الثمن.. وقد تحمست لحضور إحداها حتى أني فكرت في جمع المال شيئا فشيئا.. لكني بدأت أشك فيما سيحصل من بعد حضوري هذه الدورة.... فمن فضلكم ما مدى صحة هذا الكلام، وإذا كان صحيحا فهل تنصحونني بتعلم هذه القراءة، وهل ورد عن سلفنا الصالح من كان يقرأ بمجرد النظر إلى الصفحة، وما حكم ذلك، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحكم بصحة هذا الأمر يرجع فيه للمتخصصين في أمور التربية، وقد ذكر فائدة القراءة السريعة عدد من الباحثين، وذكروا أنها تتعلم بالتدرب عليها ومن هؤلاء الدكتور محمد موسى الشريف في كتابه (الطرق الجامعة للقراءة النافعة) ويذكر عن بعض العلماء القدامى كثير من الغرائب في سرعة الحفظ وسرعة القراءة، فيذكر عن بعضهم أنه كان يغطي الصفحة الثانية في حال قراءته، ويذكر عن صاحب القاموس أنه قرأ صحيح مسلم على شيخه قراءة ضبط في ثلاثة أيام، ففي شذرات الذهب لابن العماد في ترجمة صاحب القاموس أنه قال:
قرأت بحمد الله جامع مسلم**** بجوف دمشق الشام جوف لإسلام
على ناصر الدين الإمام ابن جهبل**** بحضرة حفاظ مشاهير أعلام
وتم بتوفيق الإله وضبطه**** قراءة ضبط في ثلاثة أيام.
وذكر السيوطي عن الذهبي أن الخطيب البغدادي كان فرد زمانه في سرعة القراءة، وذكر الذهبي في السير أن أبا قبيصة الضبي كان يوصف بسرعة القراءة، وأنه ختم في يوم من أيام الصيف أربع ختمات ووصل في الخامسة سورة براءة عند أذان العصر.