مشكلتي مع عائلتي أنهم قاطعون لرحمنا لأننا فقراء على الرغم أننا أناس طيبون نخاف الله وسمعتنا جيدة ومثقفون ومتعلمون، لكن يتحرجون منا لأننا متوسطو الحال، وحين تكون صدفة ليزورونا يقول بعضهم لبعض لا تقولوا إننا كنا نزورهم حتى لا يعلم البعض أننا عندنا أقارب فقراء.
المشكلة أن أبناء عماتي أيضا حين يجدوني في عرس أو أي مكان يتحرجون حتى من السلام علينا أو الكلام معنا - والحقيقة أني حاولت مع أقاربي الآخرين لتصليح العلاقات لكن كل إنسان في حاله ولا يحب التدخل لتصليح العلاقة.
اقسم بالله أننا أناس نتسم بالشرف وكل مشكلتنا أننا متوسطو الحال - حتى حين مرض أبي وكان مرض موته كانت أخته تسأل عنه بالتليفون وحين وفاته لم تحضر العزاء ولم تقدم واجب العزاء لنا - حتى ابنها الطبيب رفض أن يتصرف في شراء أنابيب أوكسجين لوالدي لأنها كانت غير متوفرة وكان بإمكانه إحضارها لنا ولكنه تجاهل الأمر نظرا لعدم حبه لإقامة علاقة رحم معنا.
حتى التليفون لم يسأل عبره عن والدي في مرضه ولا حتى قدموا واجب العزاء لنا، أنا يا شيخنا الفاضل لي بعض الأقارب لم أرهم طوال حياتي على الرغم أن والدي رحمه الله كان يتصل بهم لكنهم كانوا لا يعطونا وجها لزيارتهم أو التقرب منهم.
بالله عليكم ماذا أفعل وهل أحاسب أمام الله - وأنا لا أكذب عليكم كرامتي غالية عالية ولم أستطع أن أقلل من شأني أمامهم أكثر من هذا، فأنا والله العظيم لم أؤذ أيا منهم انا ووالدي لكن كل ذنبنا أننا أناس متواضعون.
أرجوكم دلوني.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صلة الرحم من فرائض الإسلام الأساسية التي يجب على المسلم أداؤها امتثالا لأمر الله وتقربا إليه سبحانه وتعالى.
ولا يمنعكم من أداء هذه الفريضة أن أقاربكم لا يقومون بواجبهم ولا يصلونكم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري
فأنتم الأعلون إن شاء الله بطاعة الله وامتثال أوامره وبالتمسك بأخلاق الإسلام الفاضلة وآدابه الرفيعة، وإن ازدراكم الآخرون لسبب تافه هو النظر إلى حطام الدنيا الزائلة فلا تلتفتوا إلى ذلك ولا تهتموا به، وإن فرط الناس في واجباتهم وتركوا أوامر ربهم فلا تكونوا مثلهم ولا تعاملوهم بالمثل، وستجدون نتيجة الصبر على طاعة الله عاجلا وآجلا إن شاء الله، فالله تعالى سيجعل بعد عسر يسرا.
وفي صحيح مسلم أن رجلا قال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، قال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
والمل والملة: الرماد الحار
وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتويين: 4417، 28321.