احمدالحسينى المدير العام
عدد الرسائل : 2072 العمر : 60 البلد : مصر تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: عنوان الفتوى : تفسير قوله تعالى (وقالوا مهما تأتنا به من ءاي الإثنين ديسمبر 31, 2007 3:53 pm | |
| | رقـم الفتوى : | 55791 | عنوان الفتوى : | تفسير قوله تعالى (وقالوا مهما تأتنا به من ءاية..) | تاريخ الفتوى : | 05 شوال 1425 / 18-11-2004 | السؤال |
ماذا يريد الله سبحانه وتعالى أن يقول في الآية الكريمة: وسلطنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع. | الفتوى |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآية الكريمة التي يشير إليها السائل الكريم وردت في سياق الحديث عن قصة موسى عليه السلام في سورة الأعراف وعناد فرعون وقومه وكفرهم وجحودهم بآيات الله تعالى.
وسياق الآية المشار إليها يبدأ من قوله تعالى: وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ الأعراف: 132-133}.
وأما قول السائل: "وسلطنا عليهم الطوفان" فإنه لم يرد في نص قرآني، والمراد من قصص القرآن هو إعلامنا بأخبار السابقين لنأخذ منها الدروس والعظات والعبر ونستفيد منها فيما ينفعنا في واقع حياتنا، كما قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {يوسف: 111}. وقال تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {هود: 120}.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا من الآيات التي عذبت بها الأمم السابقة كالريح والمطر ... تغير لونه وخشي أن يكون عقابا من الله تعالى، فسألته عائشة عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا.. قال الله تعالى: بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {الأحقاف: 24}. رواه مسلم وغيره. وقد تبلدت أحاسيس كثير من الناس اليوم وفقدوا الخشية من الله تعالى، فأصبحوا يمرون على الآيات وتمر بهم لا تحرك منهم ساكنا ولا تثير لهم انتباها.
ونعوذ بالله تعالى من الغفلة والأمن من مكر الله تعالى.
وقد قال أهل التفسير في معنى الآيات وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ. يعني: قال قوم فرعون لموسى مهما تأتنا به من علامة لتنقلنا بها عما نحن عليه من الدين فما نحن لك بمصدقين، فعند ذلك نزلت بهم العقوبة من الله عز وجل المبينة بقوله تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ ..الآية.
والطوفان هو المطر الشديد والمياه والسيول التي تغمر الزروع وتدمر المباني، وقيل الطوفان: الموت. وقيل: ما كان مهلكا ومدمرا من موت أو سيل.
والجراد: هو الحشرات المعروفة، أرسله الله لأكل محاصيلهم وإتلاف زروعهم ومراعيهم.
والقمل: هو البراغيث. وقيل السوس، وقيل: هو الجراد قبل أن يطير.. وقيل غير ذلك.
والضفادع: الحيوان المعروف الذي يكون في الماء.
والدم: قيل إنه كان يسيل من أنوفهم، وقيل: يجدونه في الماء.
والمعنى: أرسلنا عليهم هذه الأشياء حال كونها آيات ظاهرات بينات على كمال قدرة الله تعالى وصدق نبيه موسى عليه السلام فعاندوا واستكبروا ورفضوا الإيمان بالله تعالى وتصديق نبيه عليه السلام فأهلكهم الله تعالى، وهكذا تكون عاقبة المكذبين الكفرة المجرمين، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
والله أعلم.
| المفتـــي: | مركز الفتوى | | اطبع الفتوى |
| |
|