عدد الرسائل : 2072 العمر : 60 البلد : مصر تاريخ التسجيل : 19/08/2007
موضوع: عنوان الفتوى : هل يذكر الحبيب إذا خدرت الرجل الثلاثاء يناير 01, 2008 5:04 am
رقـم الفتوى :
54059
عنوان الفتوى :
هل يذكر الحبيب إذا خدرت الرجل
تاريخ الفتوى :
17 شعبان 1425 / 02-10-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لو سمحتم نحن مجموعة من أهل السنة والجماعة نناقش مجموعة من المبتدعة وهم دائما يطعنون في شيخ الإسلام ابن تيمية وجاء أحدهم برواية موجودة في كتاب ابن تيمية (الكلم الطيب) وهذا نصها: الآداب الشرعية »الأذكار والدعاء والفضائل »الكلم الطيب» في الرجل إذا خدرت » في الرجل إذا خدرت عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال: يا محمد ، فكأنما نشط من عقال وعن مجاهد قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما، فقال له ابن عباس: اذكر أحب الناس إليك فقال: محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره فكيف نجيبهم ونحن ننهى دائما عن ذكر البشر فيما يتعلق بهذه الأمور كالتوسل بهم ونحوه؟ كيف ذكر ابن تيمية هذه الرواية رغم أنه لم يصححها ولم يضعفها وهو من أوائل الذين نهوا عن هذه الأمور؟
بارك الله فيكم. وجزاكم عنا كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الأثر رواه البخاري في الأدب المفرد وابن السني بلفظ: ... فقال رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: محمد... وإسناده ضعيف، فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن واختلط بأخرة وضعفه الألباني في تخريج الكلم الطيب.
أما أثر مجاهد ففي إسناده غياث بن إبراهيم وهو متروك رمي بالوضع، قال ابن معين: كذاب، فالأثر موضوع كما قال الألباني.
وإن صح الأثر فلا حجة فيه على جواز الاستغاثة بغير الله ودعاء الغائب والتوسل به، بل هو دال على أن ذكر الحبيب عند خدران الرجل من باب التداوي وهو من العادات المحضة عند العرب قبل الإسلام وبعده، وقد بين ذلك الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه (هذه مفاهيمنا): وقيل: إنه دواء مجرب صحيح حيث إن هذا مما ينشط حركة الدم، وقد ذكر الألوسي في (بلوغ الأدب في أحوال العرب) عدداً من الأشعار التي كانت تقال في الجاهلية والإسلام عن هذا الأمر منها:
رب محب إذا ما رجله خدرت نادى كبيشة حتى يذهب الخدر
أما ذكر ابن تيمية لهذا الأثر، فمن باب الطب والتداوي والعادات المجربة في الجاهلية والإسلام ولا يعتبر هذا توسلاً لعدم توافر القصد للتوسل.
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية حكم التوسل والمنع منه بياناً شافياً مفصلاً لا إجمال فيه فلا يترك هذا البيان لذكره أثراً ضعيفاً ليس في محل النزاع أصلاً.